تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إقليم كوردستان: نظرة عامة على المهارات الرقمية والقطاعات وفرص الاستثمار
ملخص التقرير
فريق البحوث في كابيتا
يقع إقليم كوردستان في شمال العراق ويضم أربع محافظات هي دهوك، والسليمانية، وحلبجة، وأربيل، والأخيرة هي عاصمته. تمتد هذه المحافظات مجتمعة على مساحة تقدر بحوالي 46,862 كيلومتر مربع. ويحتلُ الموقع الجغرافي لإقليم كوردستان مكانةً استراتيجيةً هامةً. وشهدَ الإقليمُ زيادةً كبيرةً في عددِ سكانهِ على مرّ السنين حتى وصل عدد قاطنيه اليوم إلى حوالي 6.2 مليون نسمة.
ازدهرَ إقليمُ كوردستان باستفادته من موارده الطبيعية الغنية، إذْ يشكلُ النفطُ الخام الركيزةَ الأساس لاقتصاده. ومع ذلك، أقرت الجمعيةُ الوطنية لإقليم كوردستان قانون الاستثمار (القانون رقم 4) في عام 2006، بهدفِ تنويعِ مصادرِ الإيرادات الخاصة بهم. وشكلَ هذا التشريع نقطةً محوريةً في اقتصاد الاقليم، إذ فتح الباب أمام إصلاحات أساسية تهدفُ إلى جذبِ الاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي.
كانت إحدى الأدوات الأساسية التي استخدمها مجلسُ الاستثمارِ في الإقليم هي خريطةُ الاستثمار في كوردستان. شكلت هذه النشرة دليلًا شاملاً للمستثمرين المحتملين، إذ عرضت مشاريعَ استثمارٍ متنوعةٍ ومناطقَ تنميةٍ ومواردَ مُتاحةٍ في المنطقة. وقدمت هذه الخريطة معلومات حاسمة حول القطاعات الرئيسية ومشاريع البنيةِ التحتية ومتطلبات التنظيم، وبذلك فقد سهلت على المستثمرين استكشاف مناطق مشهد الاستثمار واتخاذ قرارات مستنيرة. ونتيجةً لذلك، شهدَ إقليمُ كوردستان ازدياداً في الاهتمام من المستثمرين المحليين والدوليين على حدٍ سواء وتقليل اعتمادهِ الزائد على عائدات النفط.
قطاعُ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إقليم كوردستان
نظرةٌ عامة على القطاع
يبرزُ قطاعُ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إقليمِ كوردستان بشكلٍ سريع كصناعةٍ ديناميكيةٍ وواعدةٍ، وهو يقودُ تطورَ الاقتصادِ في المنطقة والتقدم التكنولوجي. تدعمُ حكومةِ إقليم كوردستان قيادة هذا القطاع بالتزامها بتشجيعه وعرضه وسيلةً رئيسيةً للنمو الاقتصادي، حتى صار الإقليم حالياً في مرحلة تحولٌ إلى مركزٍ لريادة الأعمال التكنولوجية.
يتميزُ قِطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إقليم كوردستان ببيئة عمل ديناميكية تضم أكثر من 500 شركة مسجلة تغطي مجموعةً واسعةً من المجالات، بما في ذلك تطوير البرمجيات والاتصالات والتجارة الإلكترونية والخدمات الرقمية. مع وجود حوالي 4 ملايين مستخدمٍ للإنترنت واستخدام يومي يصل متوسطه إلى 4.7 ساعات للفرد، أصبحَ المشهدُ الرقمي جزءاً لا يتجزءُ من المُجتمع الكردي الحديث. أدى هذا توسع الاتصالات هذا أيضاً إلى إتاحة العديدِ من الفرص لنمو الأعمال في المنطقة. مع اعتماد 85٪ من السكان الآن على الهواتف الذكية، ارتفعت الطلب على الأجهزة المحمولة، ممّا جعلَ سوقَ الأجهزةِ المحمولة مجالاً مربحاً شديد الأهمية.
علاوةً على ذلك، اتخذت حكومة إقليم كوردستان خطوات نحو تنفيذِ مبادرات الحكومة الإلكترونية لتعزيزِ الخدماتِ العامة والكفاءة الإدارية والشفافية. وتهدف حكومة إقليمِ كوردستان -من خلال استراتيجية التحول الرقمي الخاصة بها- إلى تحويلِ خدماتها رقمياً بحلول عام 2025. تمهيداً لهذه المبادرات، يُتيحُ ذلك الوسيلةَ لإقامة الشراكات مع شركاتٍ دولية رائدة تقدمُ خدماتِ تكنولوجيا المعلومات مثل أنظمةِ الأمان المتقدمة ومراكز البيانات والخوادِم السحابية، التي تسهل عمليةَ تحوله الرقمي.
النمو والتطور
يشهدُ قِطاعُ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إقليم كوردستان معدلَ نموٍ سنوي عالٍ يصل إلى 13٪، مما يُعززُ مكانته واحداً من أسرع الصناعات نمواً في المنطقة. بصفته قطاعاً ذو أولوية قصوى، تعمل حكومة الإقليم على قدمٍ وساق على تهيئة بيئةٍ جذابةٍ للاستثماراتِ الخاصة، مع التركيز على مجالي تكنولوجيا المعلومات والخدمات/التكنولوجيا المالية. تمتد هذه الجهود من عامِ 2022 إلى عامِ 2025، إذ تهدف حكومة الإقليم إلى إحداثِ تغييرٍ جذري في خدماتها من خلال اعتماد التمكين الرقمي لصالح الجمهور. وقد وضعت دائرة تكنولوجيا المعلومات في إقليم كوردستان نقاطاً نهائيةً جوهريةً لتحقيقِ هذا الهدف.
سيستفيد سكانُ الإقليمِ من عِدةِ مزايا من خلال تحسين الخدمات التي تتميز بالسرعة والاتصال والحلول المصممة خصيصاً لتلبيةِ احتياجاتهم الفردية. وسيتمتعون على وجهِ الخصوص بسهولةِ وسلاسة التفاعل مع خدماتِ الحكومة، بغض النظر عن موقعهم أو الجهاز الذي يستخدمونه، وستتوافر لهم مجموعةٍ واسعةٍ من الخدمات.
يهدفُ إقليمُ كوردستان إلى تحسين تجربةِ الأعمال والمستثمرين تحسيناً كبيراً من خلالِ رقمنة وتبسيطِ إجراءات إنشاء الأعمال والتسجيل والضرائب. وإنّه من المتوقع أن تُمكنَ هذه التحسيناتِ الأساسية الشركات من الاستفادةِ من الفرصِ وتسهيل توسيعِ أعمالها.
ستقيم الصناعة والمؤسسات غير الربحية والأوساط الأكاديمية علاقاتِ تعاونٍ قيمة لرسم السياسات رسماً مشتركاً، وتنفيذ أفضل الممارسات، ودفع عجلة الابتكار لصالح تقدمهم جميعاً. وستتعزز هذه الشراكات من خلال الوصول إلى مجموعات بياناتٍ اجتماعية واقتصادية آمنة ومُعدةٍ بعناية، مما يضمن وجود أساس من المعلومات الموثوقة.
يمكنُ تبسيط عملياتِ الحكومة تبسيطاً كبيراً من خلال تحسينِ النظام الرقمي عبر منصات وخدمات متصلة بسلاسة ومُيسَّرة، بما في ذلك البنية السحابية الحكومية ومراكزِ البيانات والشبكات البينية بين الأجهزة الحكومية. وهذا بدوره يمكن حكومة إقليم كوردستان من اتخاذ قراراتٍ سياسيةٍ مستنيرةٍ ومستندةٍ إلى الأدلة ويُحَسِنُ أموراً مثل أوقاتِ الانتظار لخدماتِ الصحة ومستوى التحصيل التعليمي.
المهارات الرقمية ورأس المال البشري
كسبت مجالات علوم الحاسوب وتطوير البرمجيات والهندسة اهتماماً واسعاً ومشاركة مطردةً بين السكان المحليين. وأصبح الإقليم أرضاً خصبةً لتنمية الأفراد المُلمين بتكنولوجيا المعلومات، إذ يتخرج ما يقرب من 20,500 خريج في مجال تكنولوجيا المعلومات سنوياً، مما يعكسُ الأهمية المتزايدة لهذه الصناعة في كوردستان. يهدف مجلس الاستثمار في حكومة إقليم كوردستان إلى إبراز رأس المال البشري المتاح في المنطقة، مدركاً أن وجود قوى عاملة ماهرة ومتحمسة هو عاملٌ حاسم في جذب الاستثمارات الأجنبية أو الشركات التي تسعى للتوسع أو إقامةِ عمليات في المنطقة. وتشمل بعض مزايا قُوى العمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات في إقليم كوردستان ما يلي:
كمٌ كبيرٌ من الشبانٍ المُلمين بالتكنولوجيا: يشكل الشباب نسبةً كبيرةً نسبياً من سكان الإقليم، وجمعٌ كبيرٌ من هؤلاء الشباب هم أولئك البارعين بالتكنولوجيا. هذا الاتجاه الديموغرافي يضمنُ تدفقاً مستمراً من أفرادٍ ملمين بالتقنيات الرقمية القادرين على التكيف بسرعة مع التكنولوجيات الناشئة والتطورات في مجال تكنولوجيا المعلومات.
كلفة مناسبة: بالمقارنة مع بعض المناطقِ الأخرى التي تمتلك قطاعات تكنولوجيا معلومات مكتملة الانشاء، يقدم إقليم كوردستان تكاليف عمالة تنافسية براتبٍ شهري يتراوح متوسطه بين 400 و800 دولار أمريكي، مما يجعله وجهةً جذابةً للاستعانة بمصادرٍ خارجية لمشاريعِ تكنولوجيا المعلومات وتوريدها.
تنوع ثقافي وشمول: التنوع الثقافي في إقليم كوردستان واستعداده لاعتماد أفكار جديدة يعززان الإبداع والتفكير المبتكر في قطاعِ تكنولوجيا المعلومات. وغالباً ما تُنتج وجهات النظر والخلفيات المختلفة حلولاً فريدة للتحديات التكنولوجية المتنوعة.
هيكل قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إقليم كوردستان
قطاع الاتصالات
مع ازديادِ انتشارِ الهواتف المحمولة والوصولِ إلى خدماتِ الإنترنت، قفزَ إقليمُ كوردستان إلى العصرِ الرقمي، ليمد جسراً عبر الهوة الرقمية ويتيح فرصاً جديدة للأعمال والأفراد. مع استمرارِ زيادةِ الطلبِ على الإنترنت ذي السرعةِ العالية والاتصالات المحمولة وخدمات البيانات، أسرع مقدمو خدماتِ الاتصالات في المنطقة بتكييفِ أنفسهم وتقديمِ حلولٍ مبتكرة لتلبية احتياجات عملائهم المتطورة.
يتميز قطاع الاتصالات اليوم في إقليمِ كوردستان بمشهدٍ مزدهر يتمتع بوجودِ العديدِ من الشركات الدولية والوطنية والمحلية التي تعملُ في أقسامِ الهواتف المحمولة والاتصالات السريعة.
شبكات المحمول
كورك تيليكوم (Korek Telecom)
تعملُ هذهِ الشركة في العراق منذُ عام 2000، مما يجعلها واحدةً من أقدمِ شركاتِ الاتصالات في البلاد. نجحت كورك في 17 آب 2007 في الحصولِ على ترخيصٍ لتقديمِ خدمات الهواتف المحمولة على مستوى البلاد، مما مكنها من توسيع خدماتها عبر البلاد بأكملها، وتوفيرِ تغطيةٍ لنسبةٍ كبيرةٍ من السكان يزيدون عن 32 مليون نسمة.
آسياسيل (Asiacell)
أُسِسَت هذه الشركة في عام 1999، وتعتبر آسياسيل مزوِّداً رئيسياً لخدماتِ الاتصالات المحمولة وخدمات البيانات المتميزة في العراق، إذ يبلغُ عدد عملائها 17 مليون عميل. وتتميز بكونها مزوِّدة رائدة لخدماتِ الاتصالات المحمولة في العراق، حيث تمتد خدماتها عبر جميع المحافظات الـ 19، بما في ذلك إقليم كوردستان.
زين العراق (Zain Iraq)
تُعتبر شركةُ زين العراق شركةَ اتصالاتٍ بارزة في العراق وجزءاً مهماً من مجموعة زين. باعتبارها شركةً رائدة في إدخال تقنية الجيل الرابع إلى العراق، تضمنُ زين العراق تغطية شبكية وبنيةً تحتيةً حديثةً، مما يعود بالفائدة على العملاء من خلال توفير خدمات الجيل الرابع الموثوقة وعالية الجودة في جميع أنحاء البلاد.
خدمات الإنترنت:
نوروز تيليكوم (Newroz Telecom)
أُسِسَت هذه الشركة في عام 2007، وهي شركةُ اتصالاتٍ خاصة في إقليم كوردستان. بوجود واسع في أكثر من 100 محلة ومنطقة، بالإضافة إلى أكثر من 1,000 موظف وفريق عمل فني، رسخت الشركة اسمها كمزود رفيع المستوى لخدمات الاتصالات المتنوعة، التي تلبي احتياجات الصوتية الصوتي والبياناتية.
آي كيو (iQ)
هي شركة عراقية رائدة كائنة تتخذ من مدينة السليمانية مقراً لها، ويرجع تأسيسها إلى عام 2005. تقدم آي كيو خدمات الإنترنت فائق السرعة في العراق بالإضافة إلى مجموعة من حلول تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك مراكزِ البيانات واستضافة المواقع والتخزين السحابي. ولإنَّها تعطي الأولوية للتقدم التكنولوجي ورضا العملاء، تهدفُ شركةُ آي كيو إلى تعزيزِ المناظر الرقمية للأعمال والأفراد.
فاست لينك (Fastlink)
دخلت شركة فاستلينك دخولاً مبتكراً في سوق الاتصالات والبيانات في إقليمِ كوردستان في حزيران 2013، لتصبح أول مشغل 4G LTE في العراق. تضمُ شركة فاستلينك أكثر من 1,200 موظف محلي وتوفر أكثر من 3,000 وظيفة غير مباشرة. حتى عام 2023، تخدم شركة فاستلينك مليون عميل نشط، مما يرسخ موقعها كمزود رائد للبيانات في إقليم كوردستان.
أو ثري تيليكوم (O3 Telecom)
أو ثري تيليكوم هي شركة اتصالات في إقليم كوردستان. تمتلكُ الشركة سجلَ أداءٍ مميز وخبرة كبيرة في سوق الاتصالات، تخدم شركة أو ثري تيليكوم أكثر من 100,000 مستخدمٍ في دهوك وأربيل من خلال خدمة FTTH (الألياف إلى المنزل). بالإضافة إلى تقديم خدمة نقل مكالمات الهاتف عبر الإنترنت (internet telephony) من خلال قنية نقل الصوت عبر بروتوكول الانترنت (VOIP)، تقدم الشركة خيارات نقل الصوت والصورة عبر الإنترنت (IPTV) والفيديو حسب الطلب (VOD)، مما يتيح للعملاء تصفح الإنترنت بسلاسة، والتمتع بمحتوى التلفزيون، والوصول إلى محتوى الفيديو عند الطلب عبر جهاز MyTV.
غوران نت (Goran Net)
مقرها في السليمانية، أُسِسَت شركة سفن نت ليرز (Seven Net Layers) (غوران نت) في عام 2017 كمزوّدٍ رائد لخدماتِ الإنترنت. متخصصة في الاتصالات من الجيل الرابع (4G)، تقدم سفن نت ليرز مجموعةً واسعةً من الخيارات المريحة، بما في ذلك MiFi وبطاقة SIM وCPE، لتلبية احتياجات السوق الكردية المتنوعة.
ظهرت مجموعة من الشركات المحلية أيضاً، مساهمةً في البنيةِ التحتية المتنامية على الإنترنت في إقليم كوردستان. وكسبت هذه الشركة مزودين مثل Fancy Net و Train Net و Tishknet وCity Net وبذلك فقد بنت قاعدة مستخدمين كبيرة من خلال التزامهم بتقديم خدماتِ الإنترنت الموثوقة وذات سرعة عالية.
وسائل الإعلام والبثّ
منذ إدخالِ البث الرقمي وصعود منصات البث الإلكتروني عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، غيّر التقدم التكنولوجي قطاع وسائل الإعلام والبث في إقليم كوردستان تغييراً جذرياً. يقدم قطاع وسائل الإعلام والبث مشهداً استثمارياً استثنائياً واعداً لأصحاب الرؤى من المستثمرين وذلك بفضل الشبكةٍ الواسعة التي تضم أكثر من 120 قناة تلفزيونية المبثوثة عبر أثير الإقليم. وقد أنتجت الرغبة المتزايدة في المحتوى الأصلي والمبتكر عالي الجودة جمهوراً متلقٍ ومتحمس. وهذا ما يتيح للمستثمرين الفرصةَ الفريدةَ والملائمة للاستفادة من هذا الطلب المتزايد وتشكيلِ مستقبلِ صناعةِ الإعلام في المنطقة.
تُلبي العديد من الشبكات التلفزيونية البارزة الاهتمامات والتفضيلات المتنوعة للجماهير الكردية في إقليمِ كوردستان والمناطق الناطقة باللغةِ الكردية الواسعة في البلدان المجاورة. تقدم هذه القنوات مجموعةً غنية من المحتوى الذي يشمل الأخبار والسياسة والرياضة والدراما والموسيقى والبرامج التعليمية. من بين مؤسساتِ البث الجديرة بالذكر: Gali Kurdistan التي تقدم محتوىً متنوعاً بما في ذلك برامج عامة وأخبار ورياضة. بينما تركز قناة Kurdistan 24 على البرامج العامة والأخبار. ولدينا أيضاً قناة KNN المكرسة للمحتوى الأخباري. وتقدم Kurdistan TV مزيجاً من المحتوى العام والأخبار والبرامج الترفيهية. وتبث NRT برامجَ عامة وأخبار وبرامج ترفيهية. وتختص Rudaw TV في الأخبار والوثائقيات. وأخيراً، تعرض Zagros TV محتوىً عاماً وأخباراً. ويمكن الوصول إلى كل هذه القنوات عبر التلفاز والإنترنت والتطبيقات، وعبر المذياع والمجلات في بعض الحالات.
الخدمات المالية والتكنولوجيا المالية
في السنوات الأخيرة، عمل إقليم كوردستان بجد على تعزيز خدماته المالية، إذ يضم حالياً ما مجموعه 28 مصرفاً يعملون ضمن حدوده. إن مسار النمو في قطاع الإقليم المالي مشجع، مما يدل على توقعاتٍ إيجابية لاستمرار تقدمه.
إلَّا أنَّ القطاع المالي، رغم هذا النمو السريع، لايزال يواجه تحدياتٍ تنبع من محدودية استخدام الحساباتِ المصرفية والاعتماد الضئيل على الخدمات المصرفية الرقمية والمعاملات بالبطاقات. إن الوصول إلى التمويل لرواد الأعمال المحليين لا يزال مقيداً بشدة بسبب متطلبات الضمان الصارمة وخدمات المال غير المصرفية مثل التأمين والرهن العقاري والتأجير، كما أن إدارة الثروات نادرة الوجود.
لتلبية احتياجات الشمول المالي وتعزيزِ نمو الخدمات المالية بوتيرة أسرع، اتخذت الحكومة الإقليمية إجراءاتٍ تقدمية. ومن بين الخطوات الهامة تلك المتعلقة بالتزام جميع موظفي الحكومة والمقاولين بتلقي رواتبهم رقمياً مباشرةً إلى حساباتهم المصرفية. من المتوقع أن تحفز هذه الخطوة استخدام خدمات الدفع الرقمي وتعزز الممارسات المصرفية الرسمية في الإقليم.
الاستفادة من الفرصِ الوفيرة والمشجعة المتاحة ضمن منظور القطاع المالي الديناميكي، ظهرت العديد من الشركاتِ كلاعبين مهيمنين، موجهةً مسارَ الصناعةِ بأساليبها المبتكرة. تقدم الشركات على الصعيد الوطني مثل آسيا باي (AsiaPay) وزين كاش (Zain Cash) وفاست باي (Fast Pay) محافظ رقمية، بينما يوفر مصرف التجارة العراقي ومصرف العراق الأول الخدمات المصرفية عبر الإنترنت. تقدم ناس باي (Nass Pay) وزود باي (ZoodPay) وبيلبير (Pelepare) محافظ رقمية في إقليم كوردستان في العراق، وتقدم كويك باي (Quick Pay) قسائم إلكترونية، ويقدم مصرف الإقليم التجاري (RT) الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، ويتعامل كوردكوين (Kurdcoin) مع الأصول الرقمية.
الخدمات الرقمية في إقليم كوردستان
مراكز البيانات:
أسست الحكومةُ مراكزَ بياناتها وتعمل على تحسينها لضمان تخزينٍ آمن وموثوق وفعال لكمياتٍ ضخمةٍ من المعلومات. تعتبر هذه المرافق محوراً مركزياً لتخزينِ ومعالجةِ وإدارة مختلف أنواع البيانات التي تُنتجها الجهات الحكومية ودوائرها. تمكن مراكز البيانات من الوصول السلس إلى المعلومات، وتعزز مشاركة البيانات بين الكيانات ذات المرتبطة، وتيسر اتخاذ القرارات في الوقت الحقيقي لصناع السياسات والمسؤولين.
نظام إدارة المعلومات المالية (KFMS):
نظام إدارة المعلومات المالية هو مبادرةٌ تهدفُ إلى تحسينِ العمليات المالية ودعم الشفافية المالية. يُبسط نظام إدارة المعلومات المالية وظائف التخطيط المالي والمحاسبة والتقاريرِ الحكومية، مما يضمن دقة البيانات المالية والتسليم في الوقت المناسب. يسهل هذا النظام التخطيط المالي الأفضل وتتبع النفقات وتخصيص الميزانية، مما يؤدي إلى الاستفادة الأكثر فعالية من الموارد وتعزيز المساءلة المالية.
نظام معلومات السكان (PIS):
نظام معلومات السكان هو قاعدة بيانات شاملة تحتوي على بيانات تعدادية أساسية عن السكان الكرد في الإقليم. يعتبر هذا النظام مصدراً قيماً لصناعِ السياسات، إذْ يتيح لهم اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن خدمات الجمهور وتطوير البنية التحتية وبرامج الرعاية الاجتماعية.
نظام رخص القيادة الرقمي ونظام تسجيل المركبات:
من خلال هذا النظام، يمكن للمواطنين التقديم للحصول على رخصهم وتجديدها بسهولة عبر الإنترنت، مما يلغي الحاجة إلى مراجعة الدوائر الحكومية حضورياً. وبهذا يمكن لأصحاب المركبات الوصول إلى الخدمات الرقمية لتسجيلِ المركبات ونقلِ ملكيتها والمعاملات المتعلقة الأخرى. يضمن هذا النظام الكفاءة ويقلل من أوقات الانتظار ويعزز سلامة الطرق من خلال الحفاظ على سجلات محدَّثة للسائقين المرخصين والمركبات المُسَجلة.
نظام إدارة الموارد البشرية والرواتب:
يمثلُ نظام إدارة المواردِ البشرية (HRMS) ونظام الرواتب (PIMS) خطوةً كبيرةً في إدارة موظفي الحكومة الإقليمية بكفاءة. يُيَسِرُ نظام إدارة الموارد البشرية عملياتِ التوظيف واستقبال الموظفين وتقييم الأداء وبرامج التدريب. أما نظام الرواتب، فيقوم بأتمتة عمليةِ دفع الرواتب بشكلٍ تلقائي، مما يضمن دقة وسرعة دفع الرواتب والفوائد.
نظام مراقبة الدخول (ECS):
يستخدم نظام مراقبة الدخول التعرف البيومتري والوثائق الآمنة لرصدِ ومراقبةِ دخولِ وخروجِ الأفراد على نقاط التفتيش على الحدود باعتبارهِ جزءاً هاماً من جهود إقليمِ كوردستان لتعزيز أمن الحدود وإدارة الهجرة. إن الهدف الرئيسي لنظام مراقبة الدخول هو تعزيز التدابير الأمنية وتيسير مرور المسافرين المصرَّح بهم، مما يعزز الاستقرار الإقليمي ويضمن السلامة.
نظام شكاوى المواطنين (CCS):
لتوفير قناة قابلة للوصول للأفراد للتعبيرِ عن اهتماماتهم بشأن الخدمات العامة، يتيح نظام شكاوى المواطنين للمواطنين تسجيل الشكاوى عبر الإنترنت وتتبع تقدمهم في الوقت الحقيقي. من خلال التعامل بنشاط مع ملاحظات المواطنين، تظهر حكومة إقليم كوردستان التزامها بالمساءلة والاستجابة، مما يعزز الإيمان والثقة في قدرة الحكومة على تلبية احتياجات الجمهور.
نظام إدارة كيانات الأعمال:
يبسط هذا النظام الرقمي عمليات تسجيل الأعمال ومنحِ التراخيص والامتثال للوائح، مما يؤدي إلى تفاعلاتٍ أسرع وأكثر شفافية بين الشركات والسلطات الحكومية. ونتيجةً لذلك، يشجع نظام إدارة كيانات الأعمال (BEAS) على ريادة الأعمال وجذب الاستثمارات وتعزيز النمو الاقتصادي في إقليم كوردستان.
دوافع وفرص الاستثمار في القطاعات
أسباب الاستثمار
أدرك إقليم كوردستان العراق الإمكانات الهائلة لقطاع تكنولوجيا المعلومات وجعلها أحد أولوياته الرئيسية، مما أدى إلى توقعات بنموٍ غير مسبوق. تظهر حكومة إقليم كوردستان التزامها القوي بتعزيزِ بيئةٍ تشجع على الاستثمارات المحلية والدولية في هذا القطاع من خلال تنفيذ استراتيجية تحولٍ رقمي شاملة.
تتخذ حكومة إقليم كوردستان إجراءات نشطة لتحفيزِ نمو قطاع تكنولوجيا المعلومات من خلال تنفيذِ سياسات تُمَكِنُ بيئةً تستقبلُ الاستثمارات، وتدعم تطويرها وتوسيعها. بالإضافة إلى الفرص المتاحة في الإقليم بفضلِ وجودِ مجموعةٍ وفيرةٍ من المحترفين الموهوبين والمثقفين في مجالاتِ الهندسة وعلوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، لم تنفك البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في إقليم كوردستان عن التطور بشكلٍ مستمر، مع توجيه استثمارات كبيرة نحو تحسين توصيل الإنترنت فائق السرعة، وإنشاء مراكز البيانات، وإقامة حدائق تكنولوجيا. وأخيراً، تقدم الحكومة الإقليمية للمستثمرين في قطاع تكنولوجيا المعلومات حوافزَ جذابة، مثل إعفاءات ضريبية وتخصيص الأراضي وإعفاء من الرسوم الجمركية.
فرص الاستثمار
المناطق الخاصة والمراكز وحاضنات خدمات تكنولوجيا المعلومات/معالجة البيانات:
تتوفر فرص للمطورين الراغبين في إنشاء مناطق متخصصة أو مراكز أو حاضنات مخصصة لتقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات ومعالجة البيانات. يمكن أن تكون هذه المناطق نقاطاً مركزية للابتكار والتعاون ونمو الأعمال التي تعتمد على التكنولوجيا.
شركات مشاركة الأبراج (Tower Sharing):
يقدم الاستثمار في شركاتِ مشاركةِ الأبراج فرصة مجزية في مشهد تكنولوجيا المعلومات في الإقليمِ. يمكن أن تسهم هذه الشركات في تيسير مشترك وفعّال للبنية التحتية للاتصالات، مما يحسن من تغطية الشبكة والقدرة بينما يقلل من التكاليف الإجمالية لمزودي الاتصالات.
مراكز البيانات والخوادم السحابية:
يخلقُ الطلب المتزايد في كوردستان على تخزين البيانات وقدرات معالجة البيانات بيئة واعدة للاستثمار في مراكز البيانات والخوادم السحابية. يمكن أن تؤدي الاستفادة من هذه الفرصة إلى حلول بيانات موثوقة وآمنة تخدم مختلف القطاعات في المنطقة.
التطبيقات والحلول الرقمية للسوق العراقية:
تتيح الشركات البرمجية التي تسعى للاستفادة من السوق العراقي الناشئ إمكانياتٍ كبيرةٍ للنمو. يمكن تطوير تطبيقات وحلول رقمية مصممةٍ خصيصاً لتلبية احتياجات السوق المحلي، مثل منصات التجارة الإلكترونية وأنظمة الدفع عبر الهواتف المحمولة، لخدمةِ السكان الذين يتقنون التكنولوجيا وأعدادهم بازدياد.
تصدير حلول البرمجيات وخدمات معالجة الأعمال متعددة اللغات:
فيما يتعلق بالشركات الراغبة في توسيعِ نطاق عملها خارج السوق المحلي، يُقدم إقليم كوردستان بوابة استراتيجية نحو الأسواق الإقليمية والعالمية. يمكن للاستثمار في حلولِ البرمجيات وخدمات معالجة الأعمال متعددة اللغات الاستفادة من تجمع المواهب ذات المهارات العالية لخدمة مجموعة متنوعة من العُملاء والصناعات حول العالم.
الخدمات المالية والتكنولوجيا المالية: