مقابلة لمجلة بزنس لاندسكيب


شيخ فاخر شيخ طيب 

الرئيس التنفيذي لمجموعة قيوان


شيخ فاخر شيخ طيب هو الرئيس التنفيذي لمجموعة قيوان، وهي واحدة من الشركات الرائدة في الصناعة في العراق والشرق الأوسط، إذْ تعمل المجموعة في أكثر من عشرة قطاعات، بما في ذلك الإنشاءات والعقارات والضيافة والتعليم والرعاية الصحية والتجارة العامة وتجارة التجزئة وغيرها. تمتد خبرتها لأكثر من 25 عاماَ وتمتلك 3,000 موظفاً وأكثر من 50 شركة في مجالات متعددة، تسعى جميعها جاهدة للتميُزِ في خدماتها وخلق تأثير إيجابي في جميع المراحل المختلفة لعملياتها التجارية. يخبرنا ضيفنا شيخ فاخر في هذه المقالة عن قصة نجاح المجموعة، وتحولها إلى مجموعة شركات، وعن تركيزهم على الابتكار والتطوير في جميع القطاعات. ثم يُبَيِنُ لنا أهمية وحيوية مشاريع الطاقة المتجددة مثل محطة قيوان للطاقة الشمسية، ويتطرق إلى مواضيع أخرى مثل أهمية الدور الذي تؤديه قيوان في قطاع التعليم عبر جامعة قيوان الدولية، والتزام مجموعة قيوان بتوفير رعاية صحية ذات جودة عالية، ثم يُعرِجُ على قطاع العقارات المزدهر في العراق. 


كيف أُسِسَت مجموعة قيوان؟ وما هي القصة وراء أكبر مجموعة شركات في البلاد؟


التحقت بالعمل الخاص بعائلتي في سن مبكرة. ولقد نشأت وسط عائلة كبيرة زرعت فيَّ منذ نعومة أظافري المعرفة المالية والاستثمارية، وعلمتني قيمة المال. بدأت أنا واثنين من إخوتي في عام 1993 بتجارة البضائع وفتحنا أول متجر باسم قيوان في السليمانية. فاق نجاح الشركة كل ما تصورناه وشرعنا بمسيرة شركة قيوان إلى أن أصبحت ما هي عليه اليوم. إنَ إحدى المهارات الجوهرية التي أراني امتلكها وأُقَدِرُها كل التقدير هي قدرتي على تنظيم الأمور في رأسي. فما يراه معظم الناس على أنَّه فوضىً عارمة، أنظر إليه باحثاً عن طريقة تحويله إلى شيء جميل، ويكمن السر في ذلك في الخطة المتبعة ورؤية الصورة الشاملة.

ما زلت إلى الآن أدير شركتنا التي تواصل النمو. إنّ ما يميزنا اليوم هو مشاريعنا الهندسية المنتشرة في أنحاء البلاد، التي تشمل مشاريع الإسكان الخاص مثل مشروع مرتفعات السليمانية، ومرتفعات قيوان، ومدينة قيوان، إضافة لفندق السليمانية روتانا الذي يوفر الفخامة والراحة، وتجربة مصممة خصيصاً لخدمة المسافرين لغرض العمل أو الترفيه، والعوائل أيضاً. يوفر فندقنا ذو التصميم البديع 240 غرفة ذات تصميم عصري ومُزودة بأحدث التكنولوجيا ومرافق الراحة الفارهة وبإطلالة خلابة على المدينة وجبالها، وأضف لذلك أن بعض غرفنا تأتي مع ميزة الدخول الحصري إلى صالة روتانا وميزات إضافية أخرى. 

 

تُعدَّ مجموعة قيوان واحدة من أكبر الشركات في قطاع الطاقة، فهلّا أخبرتنا عن آخر مشاريعكم ومبادراتكم في هذا القطاع؟


يعاني العراق مع الأسف من عجز كبير ومتزايد في الطاقة، فهناك نقص متزايد في إمدادات الطاقة التي لا تلبي الطلب الهائل. يضطرنا هذا للاعتماد على المولدات الأهلية في أغلب الأحيان. ومن هذا المنطلق أخذنا بعين الاعتبار الحاجة إلى تنويع قطاع الطاقة، ووفرنا هذا التنويع في مشاريعنا السكنية، ومن الواضح أننا جربنا خيارات أخرى مثل الطاقة المتجددة. يغطي الإشعاع الشمسي معظم أراضي العراق بشدة عالية، وتزودنا الجبال التي تحوِّطنا بالرياح السريعة. تعمل مجموعة قيوان حالياً على مشروعها الجديد، محطة قيوان للطاقة الشمسية، التي تصل قدرتها إلى 10 ميغاواط. ونحن أيضاً بصدد إنشاء محطة ضخمة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في السليمانية في منطقة بيرة مكرون بالتحديد، بقدرة استيعابية مبدأية تصل الى 10 ميغاواط مع امكانية للتوسع المستقبلي.


كيف يؤثر تغير المناخ على قطاع الطاقة في العراق؟ وما التحديات التي يفرضها؟ وهل يوجد حلولٌ يُعتمدُ عليها؟


تؤثر التحديات البيئية وتحديات قطاع الطاقة على استقرار وازدهار العراق تأثيراً مباشراً. لقد تسبَبَ تغير المناخ بجفافٍ وارتفاعٍ كبيرٍ في درجات الحرارة، وهما مشكلتان خطيرتان. يتوجب علينا أن نبني سداً كي نخزن ما لدينا من مياه. وبالإضافة إلى مسألة نقص المياه، على العراق أن يتعامل مع عواقب الاحتباس الحراري كونه أحد أكبر المسببات لانبعاثات الغازات الدفيئة. كما يمكننا استثمار الطاقة المتجددة كحل، لكن ما يعوقها هو عدم استعداد البنى التحتية للبلاد لها. سترفع مولدات الطاقة المتجددة من أمن الطاقة وتقلص من انبعاثات الغازات الدفيئة من قطاع الطاقة — المسؤول عن نصف نسبة انبعاثاتها في العراق. 

لكن يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن إنشاء أنظمة طاقة متجددة مختلفةٍ في أنواعها -مثل الطاقة الشمسية والتوربينات- سيخلق عوامل تُخلُ باستقرار الشبكة. ولا يمكن الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لأنهما ما زالا لا يولدان طاقة قابلة للتوزِيع بشكل كامل، ولأن مواردهما تتاح بحسب أحوال الطقس وليس بحسب الطلب.

كيف يؤثر توجه العالم نحو الاستدامة والطاقة النظيفة على اتكال العراق على النفط، وكيف يبدو المستقبل بالنسبة للشركات العاملة في هذا القطاع؟

يجب أن يتغير اعتماد العراق على النفط فالعالم متوجهٌ نحو مصادر الطاقة المستدامة. حقيقة الأمر أن كثيراً من شركات النفط التقليدية صارت تُعرف نفسها كشركات للطاقة وتنظر لقطاع الطاقة من منظور واسع. تركز كل من أقسام البحث والتطوير على الإدارة والرقمنة وهذا يعني أن على الشركات توسيع قطاعاتها وعدم النظر لقطاع الطاقة بنظرة تقليدية. وفي رأيي، الابتكار هو المفتاح.


لقد دخلت مجموعة قيوان الى قطاع التعليم بافتتاحها جامعة قيوان الدولية في عام 2018. هلّا أخبرتنا ألمزيد عن التزامكم بتحسين التعليم في العراق؟


أسست مجموعة قيوان في عام 2010 مؤسسة مايا لتحسين وتعزيز جودة التعليم المتعلق بالأنشطة التجارية ولحماية الهوية الوطنية. تحتوي مؤسسة مايا على 25 مركزاً تعليمياً من ضمنها جامعة قيوان الدولية، أول حرم جامعي أجنبي للجامعة التكنولوجية الماليزية. أنشأنا جامعة قيوان الدولية في عام 2018 وهي تنطوي تحت مشروع مرتفعات السليمانية. كان هدفنا من تأسيسها هو تلبية تطلعات المجتمع فيما يتعلق بالمنافسة العلمية المحلية والإقليمية وأخذ مكانة ريادية في تطوير تقنيات مبتكرة وإدارة الموارد البشرية في البلاد. جامعة قيوان هي الجامعة الوحيدة في كوردستان التي توفر تخصصاً في الموارد البشرية، وذلك لأن رؤيتنا هي تمكين الموظفين وضمان حقوقهم في المنظمات. وندير أيضاً مدرستين بمنهج تعليمي بريطاني ونظام تعليم كامبريدج المعتمد. ونفكر بالتوسع وفتح مزيد من المدارس لشغفنا الكبير بالتعليم.


لقد التزمتم بتقديم رعاية صحية عالية الجودة. هلّا أخبرتنا المزيد عن مشاريع الرعاية الصحية الخاصة بكم في العراق؟


نحن مُلتزمون بتحسين نظام الرعاية الصحية العراقي خدمةً للشعب العراقي. وإنَّ لمستشفى انور شيخه دورٌ فعال بتوفير الخدمات الطبية، مثل سلاسل صيدليات بجودة عالية وعيادات متخصصة وتشخيص يتم من قبل خبراء في مؤسسات الرعاية الأولية. ونوفر أيضاً سلسلة مستشفيات بخدماتٍ عالية الجودة وغير مكلفة، ومجهزة تجهيزاً كاملاً لتقديم خدمة طبية سريعة وموثوقة.


يزدهر قطاع البناء والعقارات بالتزامن مع توسع المناطق الحضرية وزيادة عدد السكان، ما هو انطباعك عن هذه الطفرة في السوق، وكيف ستبدو المدن العراقية المستقبلية؟


أعتمد استقرار قطاع العقار في العراق على أحداث المشهد السياسي والازدهار الاقتصادي، الذي مر بعدة تقلبات. لكن ما زال يقدم الكثير من الفرص للمستثمرين، والمساهمين، ومشترين المنازل على حدٍ سواء. بغض النظر عن التحديات القائمة، شرعت الحكومة بالتحرك لتحسين سوق العقار كخطوة لتنويع مصادر الدخل غير النفطية، وهذا ما ادى لتطوير مشاريع جديدة مثل المجمعات السكنية الفخمة، والمراكز التجارية، والتطوير الأنشائي متعدد الأستخدامات. أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع الأسواق العقارية هو نسبة الشباب في المجتمع السكاني. هذا المنحنى الديموغرافي يمثل عامل جذب قوي للمساهمين والمستثمرين. يفضل الجيل الجديد الانتقال من منزل والديه والعيش بمفردهم، وهو أمرٌ غيرُ شائع في ثقافتنا. لذا يتعين على سوق العقارات توقع هذا الطلب على المساكن ذات الأسعار المعقولة. نتوقع أن يكون مستقبل الإسكان في البلاد عبارة عن مناطق سكنية خاصة تديرها شركات خاصة.


كيف يجلب العمل في قطاعات رئيسية متعددة القيمة والتآزر إلى مجموعة قيوان؟


إن العمل في قطاعات حيوية متعددة يزيد من قيمة الكيانات المشتركة. لقد زادت القيمة بسبب انخفاض التكاليف، لأننا نُصَنِّعُ لأنفسنا، ورفع ذلك الإيرادات وعزز القدرات. ويتطلب تحقيق هذا تحليلاً دقيقاً وافتراضات واقعية وتنفيذاً فعالاً.


More Arabic Articles

تمكين المَرأة في الإقتصاد الرقمي العراقي: مُبادرة "She Codes Too"

غدت المعرفة بالأمور الرقمية أمراً لا بد منه لسلك دروب عالمنا الحديث في مجتمعنا سريع التطوّر اليوم. ومع تَزايد اعتماد مُجتمعاتنا واقتصاداتنا... read more

مقابلة مع الدكتور حسن الخطيب

الدكتور الخطيب هو المستشار الاستراتيجي لرئيس وزراء العراق في كل شيء رقمي. وهو منصب يرفده بعقودٍ من الخبرة في مجال التكنولوجيا في... read more

استثمر في كوردستان: نظرة عامة على القطاعات ذات الأولوية

إقليم كوردستان العراق هو إقليمٌ يتمتع بالحكم الذاتي يقع في الجزء الشمالي من العراق، وله موقع استراتيجي مهمٌ عند التقاء أوروبا وآسيا... read more

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إقليم كوردستان: نظرة عامة على المهارات الرقمية والقطاعات وفرص الاستثمار

يقع إقليم كوردستان في شمال العراق ويضم أربع محافظات هي دهوك، والسليمانية، وحلبجة، وأربيل، والأخيرة هي عاصمته. تمتد هذه المحافظات مجتمعة على... read more

تحول التعليم الجامعي في كوردستان العراق: اجتياز العقبات وتبني التغيير الإيجابي

واجه التعليم في إقليم كوردستان العراق العديد من التحديات في الماضي، لكنه أيضاً شهد تحولاً مطرداً في السنوات الأخيرة. لقد أدرك الإقليم... read more

Posted in on Sunday, 17th December, 2023