مقابلة مجلة بزنس لاندسكيب


الدكتور محمد شكري

رئيس هيئة الاستثمار في اقليم كوردستان


الدكتور محمد شكري هو رئيس هيئة الاستثمار في حكومة إقليم كوردستان. حاصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد، ودرجة الماجستير في خصخصة المشاريع الصناعية في العراق، ودرجة الدكتوراه في حماية المستهلك في اقليم كوردستان وقد شارك الدكتور شكري في العديد من الأدوار والأنشطة في حكومة إقليم كوردستان منذ عام 2001.

يتطرق الدكتور شكري في هذه المقابلة المشهد الاستثماري في إقليم كوردستان. وهو يعكس التزام الحكومة الإقليمية تجاه جذب فرص الاستثمار إلى المنطقة، ويسلط الضوء على دور هيئة الاستثمار في تحقيق هذا الهدف على مستويات متعددة، بالإضافة إلى ذلك، أكد على الفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة في مختلف القطاعات. 


هل يمكنك اعطاء نبذة مختصرة عنكم وعن نشأتكم؟

أسمي الدكتور محمد شكري. أحمل درجة البكالوريوس في الاقتصاد، ودرجة الماجستير في خصخصة المشاريع الصناعية في العراق، والدكتوراه في حماية المستهلك في إقليم كوردستان العراق. بدأت رحلتي في الخدمة العامة عام 2001 عندما عملت مديراً للتخطيط والمتابعة بوزارة الداخلية. وبعد ذلك، توليت منصب مدير دائرة البحوث الاستراتيجية في هيئة أمن إقليم كوردستان. وفي عام 2011، توليت منصب مدير عام إدارة مكافحة الفساد والجريمة المنظمة في الاقليم. بالإضافة إلى ذلك، كنت عضواً في لجنة الإصلاحات الاقتصادية في رئاسة إقليم كوردستان من عام 2011 إلى عام 2019. وفي الوقت الحالي، يشرفني أن أشغل منصب رئيس هيئة الاستثمار في حكومة إقليم كوردستان منذ تشكيل الحكومة التاسعة. 


ما هي هيئة استثمار كوردستان؟ وما هي الخدمات التي تقدمها؟

في عام 2006، اتخذت حكومة إقليم كوردستان خطوة كبيرة في تعزيز جذب الاستثمار من خلال تأسيس هيئة الاستثمار. تتمتع هيئة الاستثمار بتفويض لدعم مبادرات الاستثمار في إقليم كوردستان، ويشمل مهام مثل تعزيز وتسهيل فرص الاستثمار، وإصدار تراخيص الاستثمار، وتوفير الحوافز، وتهيئة بيئة أعمال مواتية للنمو.


ما هي الإمكانيات الاستثمارية التي يتمتع بها إقليم كوردستان؟

يتمتع إقليم كوردستان بموارد طبيعية وفيرة، مثل النفط والغاز الطبيعي، إلى جانب الأراضي الخصبة والمناخ الملائم للزراعة. ومع النمو الاقتصادي المُطرد، تقدم المنطقة فرصاً مغرية للمستثمرين للمشاركة في تنميتها الاقتصادية والاستفادة من سوقها المتوسعة. علاوة على ذلك، يبرز إقليم كوردستان كوجهة استثمارية جذابة بسبب عوامل مثل الاستقرار السياسي والاقتصادي، والتشريعات الاستثمارية المواتية، والقوى العاملة الماهرة والمتعلمة، ومجموعة من قطاعات الاستثمار المتنوعة. 


كيف تقيمون مخاطر الاستثمار في الإقليم؟

يشتهر إقليم كوردستان بأمنه وسلامته، حيث نجح في تجنب وقوع حوادث أمنية كبيرة على مدى العقدين الماضيين. وقد ساهمت هذه البيئة الأمنية القوية في غرس الثقة بين المستثمرين وأصحاب الأعمال، مما مكنهم من تنفيذ مشاريع استثمارية مع التأكد من أن عملياتهم يمكن أن تستمر دون انقطاع أو مخاوف على سلامة موظفيهم.

على الصعيدين السياسي والاقتصادي، شهد إقليم كوردستان استقراراً نسبياً في السنوات الأخيرة. على الرغم من مواجهة بعض التحديات، وحتى خلال أوقات الصراع في العراق، تمكنت حكومة إقليم كوردستان من الحفاظ على بيئة سياسية مستقرة نسبياً وأجواء مواتية للشركات والمنظمات الدولية للعمل في الإقليم. 


ما هي القطاعات الواعدة للاستثمار في إقليم كوردستان؟

توفر المنطقة مجموعة متنوعة من القطاعات المفتوحة للاستثمار، مما يسمح للمستثمرين باختيار المجال الذي يتوافق بشكل أفضل مع اهتماماتهم وخبراتهم. نحن نقدم فرصاً استثمارية مغرية في القطاعات الرئيسية مثل الزراعة والصناعة والسياحة والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتشمل آفاق الاستثمار المحددة مشاريع في مجال الثروة الحيوانية ومنتجات الألبان، ومواد البناء، والصناعات الخفيفة، وتطوير المنتجعات. وتتميز هذه القطاعات بإمكانات عالية، مما يوفر سبلا جذابة للمستثمرين للاستفادة من نقاط القوة في المنطقة والمساهمة في نموها الاقتصادي. هذه مجرد أمثلة قليلة على الفرص الاستثمارية المثيرة المتاحة في منطقتنا، وهناك الكثير من الفرص الأخرى في هذه القطاعات وغيرها الكثير. 


ما هي الاستراتيجيات التي تستخدمها هيئة الاستثمار لتعزيز بيئة صديقة للاستثمار في كوردستان؟

يُعرف إقليم كوردستان بأنه منطقة آمنة ومستقرة مع نمو اقتصادي كبير شهده على مدى العقدين الماضيين، مما يجذب استثمارات كبيرة من المستثمرين المحليين والدوليين.


نقدم مجموعة متنوعة من الحوافز بموجب قوانين الاستثمار لدينا لجذب المستثمرين المحليين والأجانب. وتشمل هذه الحوافز حق المستثمرين الأجانب في تملك رأس مال مشاريعهم المقامة في منطقتنا بالكامل. بالإضافة إلى ذلك، نمنح إعفاءات من الضرائب والرسوم غير الجمركية لمدة 10 سنوات، إلى جانب تخصيص الأراضي للمشاريع الاستثمارية وتوفير المرافق. يحق للمستثمرين أيضاً الاسترداد الكامل لأرباح الاستثمار ورأس المال. كما يتم إعفاء المواد الأولية المستوردة للمشروعات الاستثمارية من الرسوم الجمركية لمدة 5 سنوات. وتهدف هذه الحوافز إلى تهيئة بيئة مواتية للاستثمار.


هل بإمكانك اخبارنا عن مشاريعكم ومبادراتكم؟

اتخذت هيئة الاستثمار في حكومة إقليم كوردستان بنشاط بمبادرات لتعزيز جاذبية إقليم كوردستان للمستثمرين الأجانب. سعياً استباقياً لجذب الاستثمار، قمنا بتنفيذ مجموعة من الاستراتيجيات التي تهدف إلى تبسيط العمليات وزيادة الجاذبية العامة. ومن المبادرات البارزة إنشاء وحدة الاستثمار الأجنبي المباشر، وهي فريق متخصص يقدم المساعدة للمستثمرين الأجانب. وفي الوقت نفسه، قمنا بتقديم العلامة التجارية "استثمر في كوردستان" لتوصيل إمكانات المنطقة وفرصها بشكل فعال. ولتبسيط الإجراءات وتعزيز إمكانية الوصول، تم تطبيق اللامركزية على عملية الترخيص، مما مكّن المديريات العامة في المحافظات من قبول تراخيص الاستثمار وتسهيلها. إن توسيع المديريات العامة إلى مناطق جديدة يزيد من دعمنا المحلي. ويؤكد التعاون مع المنظمات الدولية المرموقة مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والرابطة العالمية لوكالات تشجيع الاستثمار، ومؤسسة التمويل الدولية التزامنا بالتحسين المستمر في المشهد الاستثماري. بالإضافة إلى ذلك، يعكس إبرام الاتفاقيات مع الجامعات والمنظمات المحلية التزامنا بالجهود التعاونية، لا سيما في البحث في القطاعات الحيوية وتحديد الفرص الجديدة.

وتؤكد هذه المبادرات الجماعية التركيز الثابت لحكومة إقليم كوردستان وهيئة الاستثمار على جعل كوردستان مركزاً جذاباً للاستثمارات الأجنبية في الشرق الأوسط. ويمتد التزامنا إلى ما هو أبعد من هذه الجهود، حيث نسعى جاهدين للتعزيز المستمر في السياسات والإجراءات والأنشطة الترويجية، مما يضمن مستقبل مزدهر لإقليم كوردستان.


قُمتم مؤخراَ بتوقيع مذكرة تفاهم مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC). هل يمكن أن تخبرونا ما الذي تهدف إلى تحقيقه؟

مؤسسة التمويل الدولية (IFC) هي عضو في مجموعة البنك الدولي (WBG). وتشمل أهداف اتفاقيتنا تحفيز وخلق الظروف الملائمة لتدفق رأس المال الخاص، المحلي والأجنبي، إلى الاستثمارات الإنتاجية في منطقتنا، والتي من المُتَوقع أن تجتذب أكثر من مليار دولار من الاستثمارات الخاصة. وسيتم تحقيق ذلك من خلال رسم خرائط وتبسيط عملية الموافقة على تراخيص الاستثمار، وتوفير الدعم لتوليد الاستثمار وتسهيله للعملاء، وتطوير الإطار القانوني والتنظيمي الذي سيمكن القطاع الخاص من تطوير وإدارة المناطق الاقتصادية الخاصة. 


هل لديكم أي مبادرات في القطاع المصرفي والحصول على التمويل لدعم الساحة الاستثمارية؟

شهد إقليم كوردستان تطوراً سريعاً في الخدمات المالية في السنوات الأخيرة، حيث يعمل الآن 28 مصرفاً في المنطقة. اتخذت حكومة الإقليم مؤخرًا خطوات لتسريع الشمول المالي وتطوير الخدمات المالية من خلال مبادرة (حسابي) التي تتطلب دفع جميع الموظفين الحكوميين والمقاولين رقميًا مباشرة إلى الحسابات المصرفية. وسيفتح هذا الإصلاح وغيره من الإصلاحات مجموعة واسعة من الفرص للمستثمرين في الخدمات المصرفية، والخدمات المالية غير المصرفية، وخدمات الدفع الرقمية، والتكنولوجيا المالية بشكل عام.


كيف هو قطاع الطاقة في كوردستان؟ وكيف تروج  هيئة الاستثمار لقطاع الطاقة المتجددة؟

وعلى الرغم من التحديات السائدة والحاجة الملحة للعديد من المشاريع الجديدة، فإن حكومة إقليم كوردستان تشارك بنشاط في تحصين البنية التحتية لخلق بيئة أعمال مواتية. وتشمل الأولويات الاستراتيجية مشاريع الطاقة المتجددة، والمناطق الصناعية، ومبادرات النقل. تسعى هيئة الاستثمار بنشاط إلى الحصول على استثمارات خاصة في مشاريع الطاقة المتجددة وتحويل النفايات إلى طاقة من خلال أطر منتجي الطاقة المستقلين (IPP). وفي الوقت الحاضر، هناك محطتان للطاقة الشمسية تنتجان 3 ميجاوات، ويجري تنفيذ مشروع للطاقة الشمسية بقدرة 100 ميجاوات في أربيل.


سعى هيئة الاستثمار جاهداً لتمكين الجهود البحثية وتبادل المعرفة، كما هو الحال في تعاونها الأخير مع كابيتا وجامعة سوران وجامعات تيشك. هل يمكنك مشاركتنا المزيد عن ذلك؟

إن التزام هيئة الاستثمار بالبحث وتبادل المعرفة واضح في مختلف الأنشطة والاتفاقيات التي قمنا بها مؤخراً. ومن التعاون الجدير بالملاحظة مذكرة التفاهم التي أبرمناها مع مركز سوران للأبحاث وجامعة تيشك ومركز كابيتا للأعمال. تكرس هيئة الاستثمار التابع لحكومة إقليم كوردستان (KRG-BOI) جهوده لتوليد فرص الاستثمار، وتوفير خدمات رفيعة المستوى للمستثمرين، والمساهمة في إعادة بناء العراق، مع التركيز بشكل خاص على إقليم كوردستان.

ومن خلال شراكتنا مع كابيتا، نعمل جنباً إلى جنب لتعزيز تطوير الأعمال وتشجيع الاستثمارات في إقليم كوردستان. ويتم تحقيق ذلك من خلال البحث المتعمق حول قطاعات وصناعات ومجالات اهتمام محددة داخل المنطقة. وبالمثل، يؤكد تعاوننا مع سوران وجامعة تيشك على التزامنا بتطوير المعرفة ودفع النمو في مشهد الأعمال في كوردستان.


هل بإمكانك مشاركتنا بعض قصص النجاح في الاستثمار في كوردستان؟

شهد إقليم كوردستان نجاحاً ملحوظاً في جذب الاستثمارات، حيث تم منح 1128 مشروعاً تراخيص استثمارية، وتراكم رأس مال استثماري إجمالي قدره 67 مليار دولار. ويشمل هذا الرقم حوالي 12 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر والمشاريع المشتركة. وتهدف الجهود المستمرة التي تبذلها وحدة الاستثمار الأجنبي المباشر إلى زيادة هذه الأرقام من خلال جذب المزيد من المستثمرين الأجانب إلى المنطقة. وتبرز شراكتنا مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC) باعتبارها إنجازاً كبيراً، ومن المتوقع أن تؤدي إلى زيادة كبيرة في المشاريع الاستثمارية في كوردستان.

باعتبارنا أعضاء فخورين في الرابطة العالمية لوكالات تشجيع الاستثمار (WAIPA)، فإن هدفنا الأساسي هو تسليط الضوء على كوردستان عالمياً، مع التركيز على ثروة الفرص غير المستغلة المتاحة في منطقتنا. إن الدعم الذي تقدمه الرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار في توفير الأدوات والموارد الأساسية له دور فعال في اتخاذ قرارات مستنيرة وصياغة استراتيجيات فعالة لتشجيع الاستثمار. وعلى الرغم من نجاحنا الذي حققناه والحوافز المقدمة، فإننا لا نزال ملتزمين بزيادة الاستثمار، وإطلاق الإمكانات في مختلف القطاعات، والاستفادة من الفرص الناشئة في المنطقة.





More Arabic Articles

تمكين المَرأة في الإقتصاد الرقمي العراقي: مُبادرة "She Codes Too"

غدت المعرفة بالأمور الرقمية أمراً لا بد منه لسلك دروب عالمنا الحديث في مجتمعنا سريع التطوّر اليوم. ومع تَزايد اعتماد مُجتمعاتنا واقتصاداتنا... read more

مقابلة مع الدكتور حسن الخطيب

الدكتور الخطيب هو المستشار الاستراتيجي لرئيس وزراء العراق في كل شيء رقمي. وهو منصب يرفده بعقودٍ من الخبرة في مجال التكنولوجيا في... read more

استثمر في كوردستان: نظرة عامة على القطاعات ذات الأولوية

إقليم كوردستان العراق هو إقليمٌ يتمتع بالحكم الذاتي يقع في الجزء الشمالي من العراق، وله موقع استراتيجي مهمٌ عند التقاء أوروبا وآسيا... read more

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إقليم كوردستان: نظرة عامة على المهارات الرقمية والقطاعات وفرص الاستثمار

يقع إقليم كوردستان في شمال العراق ويضم أربع محافظات هي دهوك، والسليمانية، وحلبجة، وأربيل، والأخيرة هي عاصمته. تمتد هذه المحافظات مجتمعة على... read more

تحول التعليم الجامعي في كوردستان العراق: اجتياز العقبات وتبني التغيير الإيجابي

واجه التعليم في إقليم كوردستان العراق العديد من التحديات في الماضي، لكنه أيضاً شهد تحولاً مطرداً في السنوات الأخيرة. لقد أدرك الإقليم... read more

Posted in on Saturday, 16th December, 2023