الدكتور آكام كمال هو المدير التنفيذي لمجموعة حلبجة، إحدى الشركات الرائدة على مستوى كوردستان والعراق. تعمل المجموعة في قطاعات عديدة منها الإنشاءات والعقارات والطاقة والتعليم والسلع الاستهلاكية والاتصالات، وتمتلك أكثر من 20 مشروعاً ما بين شركة و مصنع. السيد آكام كمال حاصل على شهادة الدكتوراه في الإدارة الاستراتيجية ويعمل مشرفاً على الرؤية الاستراتيجية للمجموعة والقرارات الحاسمة التي تساهم في نمو الشركة. من مهام السيد آكام هو العمل جنباً إلى جنب مع فريق القيادة والاشراف على تطبيق الاستراتيجيات المرسومة لتطوير الشركة، وإدارة العلاقات مع مساهميها.
يحدثنا د. آكام في هذه المقابلة عن الاقسام المتنوعة لأعمال الشركة والتزامها بتطوير الإقليم ودعم مجتمعه، وتفانيها في التعليم وتنمية القوى العاملة، وشراكاتها في الصناعة الغذائية ومساهماتها فيه وفي قطاع الزراعة. ويبيِّنُ لنا أيضاً أهمية الاستثمار الاجنبي للتبادل المعرفي والنمو القَطَاعي في كوردستان.
انطلقت مجموعة حلبجة في عام 1980، هلّا سردت لنا رحلتها حتى اليوم؟
أُسِسَت مجموعة حلبجة في أواخر الثمانينات وكانت مختصة في التجارة. ثم وسعنا من نطاقنا خارج قطاع التجارة، ودخلنا في طيفٍ واسعٍ من الصناعات، يشمل القطاع الصناعي، والعقارات، والاتصالات، والتعليم، وغيرها الكثير.
تضم المجموعة العديد من الشركات مثل حلبجة للتجارة العامة والنقل، وحلبجة للانشاءات العامة، ومصنع آسو للطابوق، وشركة آران للأسفلت، وبيان للعقارات، ومعمل حلبجة للخرسانة، وحلبجة لخدمات الاتصالات، وفاميلي مول السليمانية، ومصنع راسان لزيت الزيتون، ومصنعيّ الطابوق هلال وعشتار، وغيرها الكثير.
نعلم أنّ مجموعة حلبجة توْلي اهتماماً خاصاً لقطاع البناء، ماذا تضم مظلتكم من شركات في هذا القطاع وما هي آخر مشاريعكم؟
إنّ لمجموعة حلبجة دوراً حيوياً في إعمار العراق ودعم بنيته التحتية من خلال تنفيذها لعديدٍ من المشاريع. شركة بيان هي ذراعنا في مجال البناء.
تشمل أحدث مشاريعنا مشروع كاردن ستي في السليمانية (الذي يضم فلل كراند سِتِي ومجمعات كراند سِتِي السكنية وابراج كاردن سِتِي)، وكاردن ستي كركوك المرحلة الرابعة وكاردن ستي الرمادي وكاردن ستي بغداد.
استخدمت مجموعتنا أحدث التقنيات والتصاميم في هذه المشاريع لدعم قطاع البناء في المستقبل. وتعدُّ مشاريعنا ذات قيمة عاليةٍ للمستخدمين النهائيين ومستدامة من حيث الجودة والأسعار.
في ما يخص مجال التعليم والتدريب، كيف تساعد مجموعة حلبجة في خلق قوة عاملة تمتلك المهارات اللازمة لسوق العمل؟
نثمن في مجموعة حلبجة الأثر الإنساني والبيئي لمشاريعنا ونعده أمراً جوهرياً. ونقدم لقطاع التعليم كل الدعم، ونمتلك فيه مؤسسات عدة تشمل حضانةً وروضة أطفال ومدرسة وجامعة. ولقد مددنا أيضاً جسر تواصل وطيدٍ بين إدارتنا للموارد البشرية ومركز تدريب جامعة كومار. وخصصنا قسماً من إدارة الموارد البشرية أنَطنا إليه مهمة تطوير وتدريب الموظفين وفقاً للتقييمات السنوية أو ما يستجد من تطورات تكنولوجية واحتياجات في السوق.
إنّ سوق العمل سوقُ دائمُ التغير، ويتزايد الطلب فيه على وظائف تعتمد على التكنولوجيا، ولذلك فإن تطوير المهارات على الدوام أمرٌ حيويٌ لنمو الشركة. بالإضافة إلى ذلك، نركز على تطوير المهارات المهنية الضرورية لتحسين أعمالنا، مثل المبيعات والقيادة والتسويق الاستراتيجي وإدارة الاستراتيجيات.
تشارك مجموعة حلبجة أيضاً بكثرة في العديد من الفعاليات والنقاشات التي تعقدها الحكومة لتقديم استشارات في طرق ردم الهوةِ ما بين متطلبات سوق العمل ومهارات القوى العاملة.
ما هي شراكاتكم الرئيسية؟ وأي قطاعات تستهدف؟ وكيف تترجم هذه الشراكات في تطوير القطاع الخاص وخلق فرص تجارية؟
تهدف مجموعة حلبجة إلى زيادة الإنتاج المحلي وإحياء القطاع الخاص. نأخذ خطوات حيوية لتعزيز الاكتفاء الذاتي والنمو، خاصة في صناعة الأغذية. نؤمن في تقليل الاعتماد على الواردات من خلال تطوير سلاسل القيمة للأغذية المحلية وخلق فرص عمل للقوى العاملة المحلية. لذا بدأنا مشروعنا الأول في صناعة الأغذية في عام 2018 بمصنع راسان لزيت الزيتون في مدينة حلبجة بتقنية إيطالية من شركة Amenduni. لدينا أيضاً مزارع لتربية الماعز بتقنياتٍ هولندية من شركات SAC Reheat، وMueller. ونعمل حالياً على أكبر مشروع للألبان في البلاد بالتعاون مع Tetra Pak، Fabs، وشركات أخرى.
شركة حلبجة للاتصالات و الانترنت شركة مخضرمة في قطاع الانترنت في كوردستان العراق، هلّا أخبرتنا المزيد عن خدماتها؟
أسسنا حلبجة لخدمات الاتصالات في عام 2012 لخدمة قطاع الاتصالات المتطور بسرعة واستمرار. استثمرت حلبجة لخدمات الاتصالات على مر السنوات أحدث التقنيات والممارسات في بناء فريق عمل مؤهل وذو خبرة قادرٌ على تقديم خدمات عالية المستوى لشركات الاتصالات. وقد جعلنا هذا شركة رائدةً في تقديم خدمات الاتصالات لمزودي الخدمات المحمولة والإنترنت.
"يجب أن تكون الشبكات مربوطةً بالإنترنت على الدوام" هو شعارنا الذي نحتفي به ونسعى لتحقيقه. تتمثل الخدمات الرئيسية لدى حلبجة لخدمات الاتصالات في تصميم وتركيب وصيانة وترقية قدرات أبراج الاتصالات. كما تقدم أيضاً خدمات استشارية باستخدام خبرتها الواسعة وفريقها الاحترافي لتخطيط وتطوير الاستراتيجيات في قطاع الاتصالات. تعمل شركتنا الآن في السليمانية وحلبجة وكركوك وديالى.
سعت حكومة الإقليم بعدة سُبلٍ ومبادرات إلى استقطاب الاستثمارات، ماهي الفرص التي تجلبها الاستثمارات الخارجية للبلاد؟
لقد استثمرت مجموعة حلبجة في تطوير البنى التحتية للمنطقة، وتهدف رؤيتنا إلى توفير أحدث الخدمات والمنتجات عالية الجودة التي أصبحت الخيار الأول لعملائنا. يمتلك العراق وكُوردستان كلاً من رأس المال البشري والمالي لكننا نحتاج الى تبادل معرفي ومهارات عملية.
إنّ شراء وتنصيب التكنولوجيا هو الجزء السهل من المشروع. ما نحتاجه هو نقل المعرفة بطريقة مستدامة بصرف النظر عن التكنولوجيا. نعتقد أنّ هذا هو المكان الذي يُسهم فيه دور المستثمرين الأجانب في العديد من القطاعات النامية في المنطقة.
هلّا اطلعتنا عن إنجازات مجموعة حلبجة في قطاع الزراعة؟
كان لدى مجموعة حلبجة خطة بعيدة المدى للاستثمار في قطاع الزراعة والأغذية وبرزت فيما بعد كمجموعة رائدة في هذا المجال. بدأنا في عام 2018 بمصنع راسان لزيت الزيتون، حيث بدأنا إنتاجنا لزيت زيتون بكر عالي الجودة. وذاع لمنتجنا سمعة في فترةٍ قياسيةٍ ممتازة في السوق، حتى صارت قدرتنا الانتاجية تقارب 120 طناً من الزيتون يومياً.
علاوة على ذلك، بدأنا في بناء أول مزرعة لتربية الماعز في العراق باستيراد 360 معزةً من هولندا. نجح مشروع مزرعة راسان للماعز نجاحاً باهراً في أمدٍ قصير وقد ألهمنا العديد من المستثمرين الآخرين ليتبعوا خطانا لتحفيز هذا القطاع.
نعمل حالياً على بناء مجمع راسان للأغذية، وهو مصنع عملاقٌ لإنتاج حوالي 200 منتج للألبان بطاقة إنتاجية تبلغ 1,000 طن يومياً. يهدف مصنعنا هذا إلى توفير منتجات محلية نظيفة وآمنة وعالية الجودة للعراقيين. وسيوفر أيضاً الآلاف من فرص العمل مما سيزيد معدلات التوظيف في الإقليم.
كما تعبر مجموعة حلبجة عن امتنانها لحكومة إقليم كوردستان على دعمها الفعّال في دعم تأسيس صناعاتنا. هناك حاجة إلى المزيد من الإسناد والتعاون من الجهات المعنية في هذا القطاع لتحسين حال صناعة الزراعة والأغذية وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع.
تمتلك مجموعة حلبجة بالإضافة إلى مقرها داخل البلاد مكاتباً في دبي وتركيا والصين. ما الغرض منها وكيف تسهم في توسيع نطاق الشركة؟
فتحت مجموعة حلبجة مكاتباً لها في دبي وتركيا والصين لتسهيل نقل المعرفة وتبادل التكنولوجيا مع الدول المتقدمة. تؤدي هذه المكاتب الدولية دوراً فعالاً في استراتيجيتنا التوسعية بتيسير استفادتنا من تجاربهم، والوصول إلى تقنيات متقدمة، ونقل هذه المعرفة لتعزيز عملياتنا ومشاريعنا. نسعى من خلالها لضمان نقلٍ التكنولوجيا بسلاسةٍ وتلبية احتياجات شركاتنا ومشاريعنا، مما يعود بالفائدة على مجموعتنا والمنطقة بأكملها. وإننّا منفتحون دائماً لإمكانية إنشاء المزيد من المكاتب في المستقبل تتناسب مع احتياجات شركتنا والأسواق التي نخدمها.
غدت المعرفة بالأمور الرقمية أمراً لا بد منه لسلك دروب عالمنا الحديث في مجتمعنا سريع التطوّر اليوم. ومع تَزايد اعتماد مُجتمعاتنا واقتصاداتنا... read more
يقع إقليم كوردستان في شمال العراق ويضم أربع محافظات هي دهوك، والسليمانية، وحلبجة، وأربيل، والأخيرة هي عاصمته. تمتد هذه المحافظات مجتمعة على... read more